عُرفت دولة الكويت منذ القدم بأنّها واحة الخير والسلام قولًا وفعلًا، فلم تتهاون يومًا في تقديم العون والمساعدة لمن احتاج ذلك من شعوب ودول، عربية وإفريقية، وغيرها من البلدان والجنسيات، فقد غُرس خُلق مساعدة المحتاج والمسكين في نفوس الأبناء الكويتيين ليصبح جزءًا لا يتجزأ من سلوك شعبه الطيب، ولتتميّز بحبها لفعل الخير والعمل الإنساني، فلم يعد يُذكر أي موضوع إنساني أو عمل خيري في المجتمعات إلّا وتجد اسمًا من أسماء دولة الكويت قد وضع بصمته فيه، وأثبت جدارته بأنّه أهل لتلك الثقة التي مُنحت له من أجل أن يدخل البهجة إلى القلوب، ويرسم الضحكة على الشفاه.
ومنذ اللحظات الأولى للكارثة التي اجتاحت مدينة درنة بالأخص في ليبيا الشقيقة وجه صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بتقديم المساعدات إلى الأخوة المتضررين من إعصار دانيال في ليبيا الشقيقة، وقد تم بالفعل إنشاء جسر جوي لتقديم المساعدات الطبية والعاجلة للأخوة الأشقاء في ليبيا المتضررين من إعصار دانيال،
وقد انطلقت اليوم الرحلة الخامسة من هذا الجسر من قاعدة عبد الله المبارك الجوية محملة بأكثر من 10 طن من المساعدات بالتعاون بين وزارة الدفاع ووزارة الخارجية وإشراف جمعية السلام للأعمال الخيرية والإنسانية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية والتي تحتوي على أكثر من 20 مكينة لتعقيم المدن من الأوبئة والفيروسات وأكثر من 10 آلاف كيس للموتى والجثث وملابس وقائية عالية الجودة لاستخدامها في انتشال الجثث بالإضافة إلى الكمامات وغيرها من المساعدات الطبية الوقائية العاجلة. وستتوجه الطائرة إلى مطار بالينا في مدينة بنغازي في دولة ليبيا الشقيقة.
وكما استمرت دولة الكويت في تقديم المساعدات إلى الأشقاء في مملكة المغرب منذ أيام عبر جسر جوي آخر تضامنا مع المتضررين من الزلزال، سيستمر الجسر الجوي الموجه إلى أشقائنا في ليبيا إلى حين انفراج الأزمة.
ونحن في منظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد ندعو جميع أعضائنا ومؤيدينا وشركائنا إلى التعبئة العامة وتجميع الموارد والمهارات من أجل تقديم الدعم الفعال والمناسب للشعب الليبي في هذه الأزمة، ونجدد الدعوة للجميع بالحرص على تقديم هذه المساعدات من خلال القنوات الرسمية للبلاد المتضررة لتجنب الاحتيال ولضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها من المتضررين وضمان تقديمها على أسس الشفافية والعدالة حتى يستفيد منها أكبر قدر ممكن من المتضررين.
تفرض الأزمات على العالم تكاتف الجهود وتعاظم الشراكات لتخفيف حدتها ومواجهة تداعياتها السلبية، ومعاً نستطيع غرس الأمل في قلوب المنكوبين ونعينهم على التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد الأزمة.
الدكتور. علي الهجرس
رئيس قسم العلاقات الدولية
منظمة الأمن العالمية لمكافحة الفساد
Commentaires